الثلث الثالث من الحمل شهر بشهر: ما يجب أن تعرفيه

الشهر السابع: التغييرات الجسدية والنفسية

يعد الشهر السابع من الحمل فترة هامة، حيث يشهد جسم المرأة العديد من التغيرات الجسدية والنفسية. خلال هذا الشهر، تزداد الزيادة في الوزن بشكل ملحوظ، حيث قد تكتسب المرأة ما بين 1.5 إلى 2.5 كيلوجرام. هذا الارتفاع في الوزن يكون غالبًا نتيجة لتطور الجنين، واحتباس السوائل، ونمو الدهون التي توفر الطاقة اللازمة للطفل بعد الولادة. كما يتسع البطن بشكل أكبر ليكون مكانًا كافيًا لنمو الطفل، مما يؤدي أحيانًا إلى الشعور بعدم الراحة أو الضغط على الأعضاء الداخلية.

بالإضافة إلى التغيرات الجسدية، يمكن أن تطرأ تغييرات نفسية أيضًا. قد تعاني بعض الأمهات من القلق والتوتر في هذه المرحلة، حيث تزداد مشاعر القلق حول ولادة الطفل وصحته. هذه التغيرات النفسية تؤثر على الحالة المزاجية والعاطفية، وقد تشعر المرأة بالعزلة أو الانزعاج. من المهم التنبه لهذه التغيرات وتقديم الدعم النفسي اللازم. التحدث مع الشريك أو الأهل أو حتى اللجوء إلى استشارة مختص يمكن أن يساعد في تخفيف هذا القلق.

للتعامل مع التغيرات الجسدية والنفسية، يُنصح بممارسة التمارين الخفيفة مثل المشي أو اليوغا، حيث تسهم هذه الأنشطة في تعزيز الحالة النفسية والجسدية. كما يجب الحرص على تناول غذاء متوازن وغني بالعناصر الغذائية الهامة. بناء شبكة من الدعم الاجتماعي مع الأصدقاء والعائلة يمكن أن تكون له تأثير إيجابي كبير في هذه المرحلة. توفير بيئة آمنة ومريحة يُعتبر أيضًا جزءًا أساسيًا من العناية الذاتية خلال الشهر السابع من الحمل.

الشهر الثامن: التحضيرات للولادة

مع دخول المرأة الحامل في الشهر الثامن من الحمل، تدخل مرحلة حاسمة تتمحور حول الاستعدادات للولادة. تعد هذه الفترة وقتًا مهمًا لتحقيق التحضيرات النفسية والجسدية التي تهيئ الأم لاستقبال مولودها. يتوجب على الحامل أن تكون على دراية بخيارات الولادة المتاحة لها، كأن تكون ولادة طبيعية أو قيصرية، مما يساعد في تخفيف القلق المرتبط بهذه العملية.

إلى جانب التحضيرات النفسية، يجب على الحامل الأخذ بعين الاعتبار التحضيرات الجسدية. يتضمن ذلك ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة التي تساعد في تقوية عضلات الجسم وتعزيز القدرة على التعامل مع تقلصات الولادة. كما أنه من المهم أن تقيم الحامل نظامًا غذائيًا متوازنًا، يضمن حصولها على العناصر الغذائية الضرورية لدعم صحتها وصحة الجنين في هذا الشهر الحاسم.

علاوة على ذلك، يجب أن تكون التحضيرات المنزلية في قمة الأولويات. يُنصح بتجهيز غرفة الطفل وتأمين احتياجاته الأساسية قبل موعد الولادة، مع التأكد من توفر المستلزمات مثل الملابس والأدوات اللازمة. التحضير للمنزل لا ينتهي عند حدود تجهيز غرفة المولود فقط، بل يمتد ليشمل إعداد خطة للراحة بعد الولادة، حيث يتوجب على الأم التفكير في كيفية العناية بنفسها وبطفلها في الأيام والأسابيع الأولى.

من الضروري أيضًا عدم إغفال أهمية الاستشارات الطبية في هذا الشهر. ينصح بزيارة الطبيب بانتظام لمتابعة حالة الحمل ولتنظيم الفحوصات اللازمة. إجراء الفحوصات للكشف عن أي مشاكل صحية يمكن أن يضمن أفضل النتائج لكل من الأم والطفل. تتطلب هذه المرحلة أيضًا من الحامل الاستعداد ذهنيًا للأوضاع بعد الولادة، مما يشمل التكيف مع الروتين الجديد والعناية بالطفل.

الشهر التاسع: مؤشرات اقتراب الولادة

مع دخولك في الشهر التاسع من الحمل، تزداد حماس الأم للاستعداد للولادة، بالإضافة إلى ورود عدد من المؤشرات التي تدل على اقتراب هذا الحدث المهم. من أبرز هذه المؤشرات انقباضات البطن، وهي تؤشر إلى أن الجسم يستعد للولادة. قد تشعرين بانقباضات تُعرف باسم “انقباضات براكستون هكس”، وهي انقباضات تدريبية تكون غير مؤلمة، لكنها تزداد قوة وتكرارًا قرب موعد الولادة.

أيضًا، يمكن أن تطرأ تغييرات على حركة الجنين. في هذه المرحلة، قد تشعرين بأن حركات الجنين قد تتقلص بسبب محدودية مساحة الرحم. لكن إذا شعرت بغياب واضح في الحركة أو تغيرات غير طبيعية، ينصح بضرورة استشارة طبيبك للتأكد من صحة الجنين. يعتبر تتبع حركة الجنين أمرًا مهمًا في هذا الشهر، حيث يتوجب على الأم معرفة الأنماط المعتادة لحركة جنينها.

بالإضافة إلى ذلك، هناك بعض النصائح التي يجب مراعاتها للاستعداد للولادة. من الضروري تجهيز حقيبة المستشفى مسبقًا، وتضمين جميع العناصر الأساسية مثل الملابس، مستلزمات الشخصيات، والوثائق الطبية. كما يُفضل أن تشمل الحقيبة أشياء مريحة لتعزيز شعورك بالراحة عند الانتقال للمستشفى.

في اللحظات الأخيرة قبل الولادة، يُنصح أيضًا بممارسة تقنيات الاسترخاء، مثل التنفس العميق، والتي يمكن أن تساعد في تقليل التوتر وتحضير الجسم للمرحلة القادمة. تحضير نفسك نفسيًا وجسديًا أمر بالغ الأهمية لمواجهة الولادة بكل ثقة وطمأنينة.

نصائح عامة لفترة الثلث الثالث من الحمل

يمثل الثلث الثالث من الحمل مرحلة حاسمة في رحلة الأمومة، حيث يتطلب من الأمهات التركيز على مجموعة من الجوانب الصحية والنفسية. تُعتبر التغذية السليمة من أهم العناصر التي يجب أن تُؤخذ في الاعتبار. يُنصح بتناول الأطعمة الغنية بالبروتينات، مثل اللحوم الخالية من الدهون والبيض، بالإضافة إلى الفواكه والخضراوات الطازجة، التي تساهم في تعزيز مناعة الحامل وتوفير العناصر الغذائية اللازمة لنمو الجنين. لا تنسَ شرب كميات كافية من الماء للحفاظ على الترطيب المناسب.

علاوةً على ذلك، يجب على الحامل ممارسة تمارين مخصصة للحمل. هذه التمارين تساهم في تحسين الدورة الدموية، وتقليل التوتر، وتعزيز القدرة على تحمل آلام الظهر والإجهاد. يُفضل استشارة طبيب مختص قبل البدء بأي نشاط بدني لضمان سلامة الأم والطفل. يمكن أن تشمل التمارين الرائعة للمراحل المتقدمة من الحمل المشي وتمارين الاستطالة الخفيفة.

من الجوانب النفسية، يعد العناية بالصحة النفسية ضرورية خلال هذه المرحلة. يُنصح بالتواصل المستمر مع الشريك وأفراد العائلة لضمان الدعم العاطفي، مما يساهم في تخفيف القلق والتوتر. يمكن أن تلعب الأنشطة المشتركة مثل التحضير للولادة والتخطيط لمستقبل الطفل دوراً كبيراً في تعزيز الروابط الأسرية والشعور بالراحة.

في ختام هذه المرحلة، من المهم أن تبقي على تواصل مع طبيبك لمتابعة الصحة العامة وضمان سلامة الحمل. اعتنِ بنفسك جيداً، واحتفظي بأفكار إيجابية، واستعدّي لاستقبال مولودك الجديد بكل حب وتفاؤل. هذه النصائح توفر لك أساسًا قويًا لتجربة حمل صحية وسلسة.

إرسال التعليق

اقراء ايضا عن

Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com