العناية بالمولود الخديج (المبتسر) في المنزل

person holding silver round analog watch

فهم خصائص المولود الخديج

المولود الخديج، أو المبتسر، هو الطفل الذي يولد قبل نهاية فترة الحمل كاملة، أي قبل الأسبوع السابع والثلاثين. تتسم خصائص المولود الخديج بعدد من الفروقات المهمة عن المولود الذي يتمتع بوزن وطول مناسب. أولى هذه الخصائص هي الوزن، حيث غالبًا ما يكون وزن المولود الخديج أقل بكثير من المعدل الطبيعي، مما يعرضه لمجموعة من التحديات الصحية. يعتبر وزنه الطبيعي أقل من 2500 جرام، ما يضعه في فئة الخطر.

أما بالنسبة لدرجة حرارة جسم المولود الخديج، فإنها لا تبقى مستقرة كحال المولود العادي، مما يستلزم توفير بيئة دافئة له، مثل استخدام الحاضنات الحرارية. يعاني المبتسرون من صعوبة في تنظيم درجة حرارتهم، مما قد يؤدي إلى انخفاض حرارة الجسم، وهو ما يزيد من خطر تعرضهم للإصابة بمضاعفات صحية.

تعد نمو الأعضاء أيضًا من العوامل الحاسمة التي تميز المولود الخديج. حيث أن النمو الكامل للأعضاء، مثل الرئتين والقلب، قد لا يكتمل، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بمشاكل تنفسية وأمراض قلبية. ونظرًا لعدم اكتمال نمو بعض أعضاء الجسم، يحتاج المولود الخديج إلى عناية دقيقة لضمان تطور سليم.

علاوة على ذلك، فإن المولود الخديج يواجه تحديات كبيرة في نظام المناعة لديه. حيث أن الجهاز المناعي للمبتسرين يكون ضعيفًا، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالتهابات وأمراض متعددة. كما أن عوامل الخطر المرتبطة به تشمل التعرض للمضاعفات بعد الولادة، مثل الالتهاب الرئوي أو الالتهابات المجهرية. لذلك، يتطلب المولود الخديج رعاية خاصة لضمان سلامته ونموه بشكل سليم.

الاحتياجات الصحية والمراقبة

تُعتبر العناية الصحية للمولود الخديج أمرًا بالغ الأهمية لضمان نموه وتطوره السليم. يحتاج الآباء ومقدمي الرعاية إلى مراقبة عدة جوانب صحية بشكل دوري، بدءًا من التنفس وصولاً إلى مستوى السكر في الدم. من أهم الأمور التي يجب التركيز عليها هو التنفس؛ يجب الاستماع بشكل منتظم لأنماط تنفس الطفل، حيث قد تظهر علامات مثل التنفس السريع أو الضحل التي قد تشير إلى مشاكل صحية.

ضغط الدم هو جوانب أخرى تؤثر بشكل مباشر على صحة الطفل الخديج. يُوصى بمراقبة ضغط الدم باستمرار، بينما يمكن استخدام أجهزة قياس ضغط الدم المصممة خصيصًا للصغار. يُعتبر التحكم في ضغط الدم جزءًا أساسيًا من رعاية المولود الخديج، إذ إنه يساعد على تجنب مضاعفات محتملة قد تؤثر على نموه.

أما بالنسبة لمستوى السكر في الدم، فإن المواليد الخدج عرضة لمشاكل انخفاض أو ارتفاع السكر. لذلك، من الضروري قياس مستوى السكر بشكل دوري، خاصةً خلال الأيام الأولى من الحياة، ويجب على الآباء أن يكونوا مستعدين للقيام بعمليات الفحص اللازمة. علاوة على ذلك، يجب على مقدمي الرعاية الحفاظ على نظام غذائي متوازن للمولود، مما يساعد في تنظيم مستويات السكر بصورة فعّالة.

لا يقتصر الأمر على المراقبة فقط، بل يجب أن تكون هناك متابعة منتظمة مع الأطباء، وتطبيق الجدول الزمني الموصى به للقاحات والفحوصات الضرورية. التفاعل المستمر مع مقدمي الرعاية الصحية يساعد في التعرف مبكرًا على أي مشكلات صحية قد تواجه المولود، مما يُسهل التدخل السريع عند الحاجة.

الرعاية اليومية للمولود الخديج

تتطلب رعاية المولود الخديج في المنزل اهتماماً خاصاً، حيث إن احتياجاته قد تختلف بشكل ملحوظ عن تلك الخاصة بالرضع الذين يمتلكون صحة جيدة. من الأمور الأساسية التي يجب مراعاتها هي التغذية السليمة والمناسبة لهذا النوع من الرضع. ينبغي اختيار الحليب المناسب، حيث يُفضل استشارة الطبيب أو أخصائي التغذية حول نوع الحليب الذي يتناسب مع حالة الطفل. تعتمد كمية الحليب المطلوب على وزن الرضيع وعمره، ومن الضروري مراقبة استجابته للتغذية وتعديل الكمية حسب حاجته.

لا يقتصر الأمر على التغذية فقط، بل يتطلب تنظيم نوم الطفل أيضاً عناية واهتمامًا. المولود الخديج بحاجة إلى المراقبة أثناء النوم، لضمان أن يحصل على فترات كافية من الراحة. ينبغي توفير بيئة هادئة ومريحة، مع الحرص على تجنب الأصوات العالية أو الإضاءة الساطعة، مما يساعد على تعزيز النوم الجيد والنمو الصحي.

فيما يتعلق بالمستلزمات الأساسية، مثل تغيير الحفاضات وحمامات الأطفال، يجب الحرص على الحفاظ على نظافة الرضيع بشكل مستمر. من المستحسن استخدام حفاضات مناسبة لحجم الطفل مع تغييرها بانتظام لتفادي التهابات الجلد. أما بالنسبة للاستحمام، فيتعين على الأهل الانتظار حتى يتعافى الطفل تماماً قبل الشروع في ذلك. يجب استخدام منتجات لطيفة على البشرة وتكون خالية من المواد الكيميائية الضارة. علاوة على ذلك، يجب توفير بيئة آمنة حول الطفل من حيث الفراش والأثاث والتأكد من عدم وجود أي عوامل قد تهدد سلامته.

بوجه عام، تساهم هذه العناية اليومية في تعزيز صحة المولود الخديج وضمان نموه العقلي والجسدي في بيئة مثالية تلبي احتياجاته المختلفة.

الدعم النفسي والعاطفي للأهل

إن رعاية مولود خديج (مبتسر) تتطلب الكثير من الجهد والتكاليف، ليس فقط من الناحية الطبية بل النفسية والعاطفية أيضًا. يشعر الكثير من الآباء والأمهات بالقلق والخوف من فقدان طفلهم، ولذا فإن الدعم النفسي يصبح عنصرًا أساسيًا في هذه العملية. تؤكد الدراسات أن الرضاعة الطبيعية والاتصال الجسدي مع المولود يمكن أن يساهمان في تخفيف القلق والتوتر، ويدعمان العوامل النفسية اللازمة لمواجهة التحديات.

تتطلب الترتيبات الخاصة لرعاية المولود الخديج مزيجًا من الاستعداد والمرونة. إن الوعي بالأثر النفسي لهذا التغيير في نمط الحياة هو أمر غاية في الأهمية. من الضروري على الأهل التواصل المستمر مع مقدمي الرعاية الصحية للحصول على المعلومات والدعم اللازمين، مما يعزز ثقتهم ويخفف من شعورهم بالوحدة. يمكن لتبادل التجارب مع العائلات الأخرى في وضع مشابه أن يوفر دعمًا إضافيًا ويشجع على تطوير استراتيجيات التعامل مع القلق والخوف.

تُعد المجموعات المحلية أو المجتمعية موارد قيمة ومهمة حيث يمكن للآباء الانضمام إليها لتبادل المشاعر والخبرات، مما يساهم في تحسين الحالة النفسية لكل أفراد الأسرة. الإحساس بالدعم والتعاطف من الآخرين يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في كيفية مواجهتهم للتحديات اليومية. كما يمكن أن تساعد الأنشطة مثل الاسترخاء والتأمل على تخفيف مشاعر القلق وتحسين الصحة العقلية. من المهم أن يدرك الآباء أن التحديات التي تواجههم ليست غريبة، بل هي جزء من الرحلة الطبيعية لرعاية طفل خديج وتجاوزها يتطلب القوة والدعم.

إرسال التعليق

اقراء ايضا عن

Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com